نشر هذا المقال للأستاذ خالد المشيقح – المدير التنفيذي لجمعية العوق البصري الأهلية ببريدة في العدد 3524 يوم الخميس الموافق 5/4/1424 هجرية بجريدة الاقتصادية تحت عنوان:
المعوقون .. يحتاجون الدعم في كل الأعمار
لا يخفى على الجميع ما تقدمه الدولة من مساعدات للمواطنين، خاصة المعوقون منهم، وحيث أنني أب لطفلين من المعوقين بكف البصر، وهما عبد الرحمن وإسماعيل تقدمت لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بطلب إعانة للطفلين.
وأفادت الوزارة بأن نظام الإعانة المنصوص عليه في المادة رقم 1/24 لا يشملهما، وذلك لعدم انطباق الشروط عليهما، فالشرط الأول أن يكون المعوق في سن الثالثة من العمر، وألا يكون تجاوز الـ 45 من العمر، والشرط الثاني ألا يستطيع التعلم مستقبلا في مدارس التعليم الخاص حيث ستصرف له مكافأة شهرية في مدارس التعليم الخاص مستقبلا عند إتمامه الثامنة من العمر، وذلك بحجة ألا تكون هناك ازدواجية في المكافأة أو الإعانة.
الذي نفهمه من هذه الشروط أنه لا يمكن صرف إعانة لأي معوق إلا إذا كانت إعاقته ذهنية أو مزدوجة، كأن يكون كفيفا ومعوقا ذهنيا أو كفيفا ومشلول الأطراف بحيث لا يستطيع القراءة بطريقة برايل، يعني أن المعوق الذي يستطيع الدراسة مستقبلا لا يمكن أن يحصل على مساعدة وذلك بحجة أنه سيحصل على مكافأة عند دخوله المدرسة. المعوق في السنين الأولى من العمر يحتاج إلى رعاية خاصة تكون عن طريق خادمة متفرغة له أو ممرض ذي خبرة، وكثير من أولياء أمور المعوقين لا يستطيعون تأمين ذلك للمعوقين الذين لديهم، خاصة إذا كان عدد المعوقين أكثر من واحد. أنا من الأشخاص الذين مروا بهذه التجربة، حيث إنهم يتعرضون للسقوط كثيرا جراء عدم استطاعة والدتهم ملاحظتهم والتنسيق بين ذلك وتدبير أمور المنزل، ما سبب لها إرهاقا واضطرابات نفسية.
وأضر ذلك بالولدين حيث سقط عبد الرحمن من الدور العلوي، ما تسبب في كسور في كلتا يديه، ورضوض في الرأس وكسر في أسنانه وعمل خياطة لشفته، هذا عدا الإصابات المتوسطة في الرأس والأطراف. وأيضا وأنا أحرر هذا المقال يرقد ولدي الآخر إسماعيل في مستشفى الملك فهد التخصصي في قسم الأطفال، وذلك إثر سقوطه من أعلى الدرج إلى الأرض ما تسبب له بألم شديد في الأسنان ويشتبه أن يكون قد أصيب بنزيف داخلي وتجمع دموي في الرأس، هذا عدا الإصابات التي تطرأ يوميا حيث من الصعب منعهما من المشي واللعب. يجب على الجهات المختصة رعاية هذين وأمثالهما من المعوقين بكف البصر وغيره، حيث إن هناك إعاقات أشد وتكون متكررة في منزل واحد، بصرف الإعانات الشهرية أو السنوية لهم دون شروط وقيود متى ما ثبتت الإعاقة واستحال علاجها. وأما قول الوزارة إننا لا نصرف إعانة للمعوق حتى يدخل المدرسة إذا كانت حالته المادية متوسطة أو أقل من المتوسطة، فهو مردود عليه فالمسألة لا تقف على مرتب الخادمة أو الممرض فقط، فهناك رسوم تأشيرة الاستقدام ومصروفات القدوم، حيث إن متوسط تكاليف الاستقدام لشخص واحد يصل إلى ستة آلاف ريال عدا رسوم الإقامة لذلك أطلب الرفع للجهات المختصة بإعفاء كل من لديه معوق يريد أن يستقدم له خادمة، أو ممرضا أو مرافقا أو سائقا أن يعفى من رسوم التأشيرة والإقامة، ويعطى تذكرة قدوم للسعودية مخفضة. أما من جهة المكافأة المدرسية، فهناك طلاب يحصلون على مكافأة شهرية من المدرسة، وهم أسوياء ليس فيهم إعاقة مثل تحفيظ القرآن الكريم والمعاهد العلمية والمعاهد التجارية والزراعية والكليات، وغيرها، فيكون المعوق ليس له تميز عن غيره من المواطنين.
يجب أن يميز المعوق ويعطى الأفضلية في كل شيء، في مساعدة الزواج، الحصول على عمل، والحصول على قرض صندوق التنمية العقاري، كما يجب أن يكون لهم أفضليه عند مراجعة الدوائر الحكومية. وهناك أمر غريب وهو وقف إعانة المعوق بعد سن الثالثة والأربعين، أي بعد زيادة مصروفاته ومتطلباته الحياتية والغرابة في ذلك أن المعوق يحتاج للمساعدة في مثل هذه السن أكثر من ذي قبل.
خالد بن سليمان المشيقح
بريدة